ثم أتى بنفس الأبيات التي مثل بها ابن جنى للقوافي المصغرة، وهي قول بعضهم (١):
عز على ليلي بذي سدير ... سوء مبيتي ليلة الغمير
مقبضاً نفسي في طمير ... تنتهز الرعدة في ظهيري
يهفو إلى الزور من صد يرى ... ظمان في ريح وفي مطير
وازر قر ليس بالغرير ... من لد ما ظهر إلى سحير
حتى بدت لي جبهة القمير ... لأربع خلون من شهير
ثم نقل ابن الأثير، من هذا الباب - أيضاً - ما أسماه ابن جنى: التطوع المشام للتوكيد، أو ما أسماه: التأكيد بالصفة، والتطوع بالحال المؤكدة وأمثلتها، وهي: قوله تعالى: "فخر عليهم السقف من فوقهم" وقوله تعالى: "فإذا انفخ في الصورة نفخة واحدة" وقوله تعالى: "أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى"، وجعل ذلك كله قسماً من أقسام الإطناب بالتأكيد وذلك لأنه رأى ابن جنى يجعل تلك الأمثلة من التأكيد بالصفة، حيث جعلها من باب احتياط العرب للمعاني بتأكيدها، ولكن ابن الأثير لم يشر إلى صاحب الفضل في هذا وهو ابن جنى!
بل إن ابن الأثير عندما قرأ في خصائص ابن جنى: أن مثل قوله تعالى: "فخر عليهم السقف من فوقهم"، يفيد قوله فيه (من فوقهم) فائدة، قال: وهذه المواضع وأمثالها، ترد في القرآن الكريم، ويتوهم بعض الناس أنها ترد لغير فائدة اقتضتها، وليس الأمر كذلك، فإن