للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقول أبي علي: تزييت وأنت حصرم، تدل على أن ابن جنى - وهو يدرس العربية في مسجد الموصل - كان في سن مبكرة.

وقد توفى ابن جنى في يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر صفر سنة اثنين وتسعين وثلاثمائة، في خلافة القادر (١)، وتولى الصلاة عليه الشريف الرضى، وكان بينها صداقة وكيدة - كما في ديوان الشريف الرضى -.

وقد رثاه الشريف الرضى بقصيدة، منها:

ألا بالقوم، للخطوب الطوارق ... وللعظم يرمي كل يوم بعارق

وللدهر يعرى جانبي من أقاربي ... ويقطع ما بيني وبين الأصادق

وللنفس قد طارت شعاعاً من الجوى ... لفقد الصفايا، وانقطاع العلائق

لها كل يوم موقف من مودع ... وملتفت في عقب ماض مفارق

نجوم من الإخوان يرمى بها الردى ... مغاربها فوت العيون الروامق

ومنها:

لتبك أبا الفتح العيون بدمعها ... وألسننا من بعدها بالمناطق

إذا هب من تلك الغليل بدامع ... تسرع من هذى الغرام بناطق

شقيقي إذا التاث الشقيق وأعرضت ... خلائق قومي جانباً عن خلائقي


(١) نزهة الألباء ٢٢٢

<<  <   >  >>