للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أولهما: أن يكون الكلام مفيداً. وثانيهما أن يكون مستقلاً بنفسه. ولهذا فإن ما جاء منه ناقصاً عن تركيب جملة فإنه لا يوصف بالحسن؛ ولا بالقبح. كقوله:

قلنا لها: قفي لنا قالت: قاف

وقول الآخر فيما حكاه سيبويه: "ألانا" فيقوله مجيبه: "بلى فا"

وأما قول مالك بن أسماء:

أذكر من جارتي ومجلسها ... طرائفاً من حديثها الحسن

ومن حديث يزيدني مقة ... مالحديث المرموق من ثمن

فإنه أدل على أن هنالك إطالة، وتماماً، وإن كان بغير حشو ولا خطل ألا ترى إلى قوله: "طرائفاً حديثها الحسن"، فهذا لا يكون مع الحرف الواحد؛ ولا الكلمة الواحدة بل لا يكون مع الجملة الواحدة دون أن يتردد الكلام، وتتكرر فيه الجمل، فبين ما ضمنه من العذوبة وما في أعطافه من النعمة، واللدونة" (١)


(١) الخصائص ٣/ ٣١

<<  <   >  >>