ثم جاءت غنائم حنين فأعطى عطاء من لا يخشى الفقر ورجع بدون شيء، وجاء مال البحرين فأخذ العباس ما يطيق حمله، وأخيرًا تُوفي - صلى الله عليه وسلم - ودرعه مرهونة في آصع من شعير. وقوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨)} [الضحى:٨] يشير إلى هذا الموضع; لأن (أَغْنَى) تعبير بالفعل، وهو يدل على التجدد والحدوث، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - من حيث المال حالًا فحالًا، والواقع أن غناه - صلى الله عليه وسلم - كان قبل كل شيء هو غنى النفس والاستغناء عن الناس، ويكفي أنه - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان إذا لقيه جبريل ودارسه القرآن كالريح المرسلة». أضواء البيان للشنقيطي (٨/ ٥٦٢). وكذلك مما أغنى الله - عز وجل - به نبيه - صلى الله عليه وسلم -: الغنائم والفَيء والصَّفيّ، وهدايا الصحابة - رضي الله عنهم - وهدايا الملوك وغيرهم.