للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- أو أغناه بغنى النفس الذي لا يعدله كنوز الأرض كلها. فكل ذلك ثابت في حقه - صلى الله عليه وسلم - (١).


(١) قال الشنقيطي: «لقد كان فقيرًا من المال فأغناه الله بمال عمه ... ثم أغناه الله بمال خديجة، حيث جعلت مالها تحت يده ... ثم كانت الهجرة وكانت مواساة الأنصار، لقد قدم المدينة تاركًا ماله ومال خديجة، حتى إن الصديق ليدفع ثمن المربد لبناء المسجد، وكان بعد ذلك فيء بني النضير، وكان يقضي الهلال ثم الهلال ثم الهلال لا يوقد في بيته - صلى الله عليه وسلم - نار، إنما هما الأسودان: التمر والماء.
ثم جاءت غنائم حنين فأعطى عطاء من لا يخشى الفقر ورجع بدون شيء، وجاء مال البحرين فأخذ العباس ما يطيق حمله، وأخيرًا تُوفي - صلى الله عليه وسلم - ودرعه مرهونة في آصع من شعير.
وقوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨)} [الضحى:٨] يشير إلى هذا الموضع; لأن (أَغْنَى) تعبير بالفعل، وهو يدل على التجدد والحدوث، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - من حيث المال حالًا فحالًا، والواقع أن غناه - صلى الله عليه وسلم - كان قبل كل شيء هو غنى النفس والاستغناء عن الناس، ويكفي أنه - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان إذا لقيه جبريل ودارسه القرآن كالريح المرسلة». أضواء البيان للشنقيطي (٨/ ٥٦٢).
وكذلك مما أغنى الله - عز وجل - به نبيه - صلى الله عليه وسلم -: الغنائم والفَيء والصَّفيّ، وهدايا الصحابة - رضي الله عنهم - وهدايا الملوك وغيرهم.

<<  <   >  >>