للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات» (١).

قلت: وحديث الأخضر بن عجلان أخرجه الإمام النسائي في "السنن الكبرى" في كتاب التفسير من طريقه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: (أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ بِيَدِي قَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! إِنَّ اللهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَوْمَ السَّابِعِ، وَخَلَقَ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ) (٢)، الحديث، بنحو رواية مسلم.

وهذا الحديث ذكره الذهبي في كتاب "العُلو" (٣)، وحسنه الألباني في تعليقه على المختصر، فقال: «الحديث جيد الإسناد» (٤).

وهو شاهد لما ذهب إليه الألباني من الجمع؛ إذ بيّن أن السبعة الأيام في الحديث هي غير الستة الأيام التي في القرآن، وأن هذه الأيام السبعة هي تفصيلية لما جرى من خلق في الستة الأيام.

الثانية: أن الآية تتحدث عن خلق السموات والأرض وما بينهما من أفلاك ومجرات وكواكب وأنجم وغيرها في ستة أيام، ولم تتحدث عن خلق ما فيهن، وقد أشار القرآن إلى المغايرة بينهما فقال: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٢٠)} [المائدة:١٢٠]، وقال: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [الإسراء:٤٤].

فدل هذا على: أن ما فيهن من خلق لم يدخل في حساب خلق السماوات والأرض وما بينهما، ومن ذلك خلق آدم - عليه السلام - الذي وقع في اليوم السابع في آخر ساعة من يوم الجمعة.

إضافة إلى: أن الحديث يتحدث عن تفصيل الخلق على الأرض، ولم يتعرض لتفصيل خلق السماوات الذي جرى في يومين.

ثم إنه لم يتجاوز تفصيل خلق الأرض الأربعة أيام التي ذكرها القرآن، فالتربة خلقت في يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الاثنين، والمكروه يوم الثلاثاء. وهذه أربعة أيام تتعلق بالأرض.


(١) مختصر العلو للعلي العظيم للذهبي للألباني (ص:١١٢).
(٢) السنن الكبرى للنسائي، كتاب التفسير، ولم يذكر له بابًا (١٠/ ٢١٣)، رقم (١١٣٢٨).
(٣) العلو للعلي الغفار في إيضاح صحيح الأخبار وسقيمها للذهبي (ص:٩٤).
(٤) مختصر العلو للعلي العظيم للذهبي للألباني (ص:١١٢).

<<  <   >  >>