للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو عبد الرحمن النسائي صاحب السنن: «ما في هذه الكتب أجود من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري» (١).

وقال الإمام الذهبي عن كتاب الصحيح للإمام البخاري: «وأما جامعه الصحيح فأجل كتب الإسلام، وأفضلها بعد كتاب الله تعالى» (٢).

وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير: «وكتابه الصحيح يستقى بقراءته الغمام، وأجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه، وكذلك سائر أهل الإسلام» (٣).

وقال الحافظ أبو نصر الوايلي السجزي: «أجمع أهل العلم -الفقهاء وغيرهم- أن رجلًا لو حلف بالطلاق أن جميع ما في كتاب البخاري مما رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صح عنه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله لا شك فيه أنه لا يحنث، والمرأة بحالها في حبالته» (٤).

وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: «ما تحت أديم السماء أصح من كتاب

مسلم بن الحجاج في علم الحديث» (٥).

ووافقه على ذلك بعض شيوخ المغرب، ورجح الجمهور "صحيح البخاري" عليه؛ لمعاني كثيرة، ذكرها النووي وغيره (٦).

وهذا الإجماع الذي نقلته عن العلماء على أحاديث الصحيحين يُستثنى منه الأحاديث التي انتقدت عليهما، وتبلغ مائتي حديث، كما ذكر ابن الصلاح وابن تيمية وغيرهما، وقد اتفقا منها على اثنين وثلاثين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانية وسبعين حديثًا، ومسلم بالباقي. ولا يعني ذلك أنها ليست بصحيحة كلها، فإن معظم هذه الأحاديث القول فيها قول الشيخين، والراجح فيها رأيهما، كما ذكر ذلك النووي وابن حجر، ولكن لأن الخلاف وقع من العلماء فيها فلم يحصل عليها الاتفاق كبقية أحاديث الكتابين.


(١) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (٢/ ٣٢٧)، ترجمة: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة أبو عبد الله الجعفي البخاري، رقم الترجمة (٣٧٤).
(٢) تاريخ الإسلام للذهبي (٦/ ١٤٢)، ترجمة: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه، رقم الترجمة (٤٠٩).
(٣) البداية والنهاية لابن كثير (١١/ ٣٠).
(٤) مقدمة ابن الصلاح (ص:٢٦).
(٥) تاريخ بغداد (١٥/ ١٢٢)، ترجمة: مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، رقم الترجمة (٧٠٤١).
(٦) انظر: مقدمة ابن الصلاح (ص:١٨ - ١٩)، وشرح صحيح مسلم للنووي (١/ ١٤).

<<  <   >  >>