للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمَّا المستشرقون -وهم علماء الكفار الذين اعتنوا بدراسة الإسلام- فلا يُستغرب ذلك منهم؛ لِمَا تنطوي عليه نفوسهم من الكفر والخبث وعدم إرادة الخير للمسلمين، قال تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:١٠٥].

ولكن الذي يدعو للاستغراب في الحقيقة هو: ما صدر من أذنابهم المستغربين في بلاد الإسلام من تشكيك ورفض للسُّنَّة!

ومما قاله أحد هؤلاء الأذناب (١): إن الأحاديث الموجودة حتى في الصحيحين «ليست ثابتة الأصول والدعائم، بل هي مشكوك فيها، ويغلب عليها صفة الوضع» (٢)!

ولسنا بحمد الله تعالى بعد كل هذا محتاجين أن نُخيّر من قِبَل صاحب الرسالة بين القول بصحة الحديث أو الجزم بمخالفة عمر - رضي الله عنه - وعصيانه لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالحديث صحيح صحيح، كما تقدم، وعمر - رضي الله عنه - لم يعصِ ولم يخالف أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم -، كما قال العلماء.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


(١) هو: إسماعيل أدهم. وهو أحد ملاحدة المسلمين في مصر، وقد أعلن إلحاده في كتيب له بعنوان: "لماذا أنا ملحد". وأصيب بالسل، فتعجل الموت، فأغرق نفسه بالاسكندرية منتحرًا، وقد عثر البوليس في معطفه على كتاب منه إلى رئيس النيابة يخبره بأنه انتحر؛ لزهده في الحياة وكراهيته لها، وأنه يوصي بعدم دفن جثته في مقبرة المسلمين، ويطلب إحراقها. انظر: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي لمصطفى بن حسني السباعي (ص:٢٣٧)، والأعلام للزركلي (١/ ٣١٠)، ترجمة: إسماعيل أدهم، وموسوعة ويكييديا " [موسوعة إلكترونية] "، عنوان المقال: إسماعيل أدهم.
(٢) قال ذلك في كتابه: مصادر التاريخ الإسلامي، وقد نشره في عام (١٣٥٣ هـ). انظر: وامحمداه إن شانئك هو الأبتر لسيد بن حسين العفاني (٢/ ٥٢٥). وقد قوبلت هذه الرسالة بنقمة الأوساط الإسلامية، حتى اضطرت الحكومة المصرية بناء على طلب مشيخة الأزهر إلى مصادرة الرسالة من الأيدي. السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي لمصطفى بن حسني السباعي (ص:٢٣٧).

<<  <   >  >>