للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليفتش الإنسان نفسه، فإن وجد في نفسه مما قضاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل خبر يصححه مما قد بلغه أو وجد نفسه غير مسلمة لما جاءه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووجد نفسه مائلة إلى قول فلان وفلان أو قياسه واستحسانه وأوجد (١) نفسه تُحَكّم فيما نازعت فيه أحدًا دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متى صاحت فمن دونه -فليعلم أن الله تعالى قد أقسم -وقوله الحق-: إنه ليس مؤمنًا. وصدق الله تعالى. وإذا لم يكن مؤمنًا فهو كافر، ولا سبيل إلى قسم ثالث» (٢).

٢ - الإمام جلال الدين السيوطي، حيث قال: «فاعلموا رحمكم الله أن من أنكر كون حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - قولًا كان أو فعلًا بشرطه المعروف في الأصول حجة كفر وخرج عن دائرة الإسلام، وحُشرَ مع اليهود والنصارى أو مع من شاء الله من فرق الكَفَرَة» (٣).

٣ - ابن حجر العسقلاني، فقد ذكر ذلك عند بيانه لضابط البدعة المكفرة التي ترد بها رواية قائلها، فقال: «فالمعتمد أن الذي ترد روايته: من أنكر أمرًا متواترًا من الشرع معلومًا من الدين بالضرورة، وكذا من اعتقد عكسه.

فأما من لم يكن بهذه الصفة وانضم إلى ذلك ضبطه لما يرويه مع ورعه وتقواه فلا مانع من قبوله» (٤).

قلت: وعلى هذا فمنكر السنة كافر؛ لأنها متواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في العموم معلومة من الدين بالضرورة، وقال عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - وقد سأله إنسان (٥) عن الصلاة في السفر: (رَكْعَتَانِ، مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ كَفَرَ) (٦).


(١) كذا في الأصل، ولعل الصواب: ووجد.
(٢) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (١/ ٩٨ - ٩٩).
(٣) مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة لجلال الدين السيوطي (ص:٥).
(٤) نزهة النظر بشرح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني (ص:١٢٣).
(٥) الذي سأله: صفوان بن محرز. وقد جاء مصرحًا باسمه في أغلب الروايات.
(٦) السنن الكبرى للبيهقي، أبواب صلاة المسافر والجمع في السفر، باب كراهية ترك التقصير والمسح على الخفين وما يكون رخصة رغبة عن السنة (٣/ ٢٠١)، رقم (٥٤١٧)، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، باب فضل السنة ومباينتها لسائر أقوال علماء الأمة (٢/ ١٢٠٧)، رقم (٢٣٧٢).

<<  <   >  >>