قال ابن جرير في ((التفسير)) : ((قوله: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} ؛ اختلفت القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرَّاء الكوفة:{بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ} ؛ بضم التاء من {عَجِبْتَ} ؛ بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكاً وتكذيبهم تَنْزيلي وهم يسخرون، وقرأ ذلك عامة قرَّاء المدينة والبصرة وبعض قرَّاء الكوفة {عَجِبْتَ} ؛ بفتح التاء؛ بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قرَّاء الأمصار، فبأيتهما قرأ القاريء؛ فمصيب.
فإن قال قائل: وكيف يكون مصيباً القاريء بهما مع اختلاف معنييهما؟ ! قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما؛ فكلّ واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله، وقد عجِب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وسَخِر المشركونَ مما قالوه)) اهـ.
وقال أبو زرعة عبد الرحمن بن زنجلة في كتابه ((حجة القراءات)) (ص ٦٠٦) : ((قرأ حمزة والكسائي: {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ} ؛ بضم التاء، وقرأ الباقون بفتح التاء ... )) ، ثم قال: ((قال أبو عبيد: قوله: {بَلْ عَجِبْتَ