ولم أشأ أن أقيد نفسي بقيود شديدة من الزمان والمكان، فأشرت إلى فن المدح النبوي قبيل العصر المملوكي وبعده بقليل، وإلى ما جادت به قرائح الشعراء خارج حدود الدولة المملوكية في مشرق الوطن العربي ومغربه، لأن الأدب لا ينقسم ويتميز بانتهاء دولة وقيام دولة، ولأن الحدود لم تكن تمنع الانتقال والتواصل والتكامل، ولو اقتصرت على الحدود الزمانية والمكانية لدولة المماليك، لجاء البحث ناقصا مفتقرا إلى جوانب هامة من المدح النبوي، وإلى النظرة الشمولية إليه.
وآمل أن تكون هذه الدراسة إضافة للدراسات التي توضح حقيقة الأدب المملوكي، وتخدم الأدب العربي ولغته الشريفة.
فلم أقصد في هذا البحث إلا الحق وإيضاح إحدى ظواهر الأدب العربي، ولم أعمد إلى الإساءة لمذهب أو التشكيك في معتقد، فالصعوبات والإشكالات الفكرية تحيط بالموضوع، وتجعل التصرف به عسيرا، فالمواقف بنت زمنها وظروفها، وعرضها من مستلزمات البحث العلمي.