الأسلوب الشعري هو الطريقة التي يعبّر فيها الشاعر عن أفكاره ومعانيه، وبه يتفاوت الشعراء حين يتناولون موضوعا واحدا، وهو أساس تصنيف الشعراء وتمايزهم، وبه يعرف توجه الشاعر الفني، ومفهومه للشعر.
وقد ربط دارسو الأدب ونقدته بين الأسلوب والمضمون، فذهبوا إلى أن كل موضوع يناسبه شكل معين من أشكال التعبير الشعري، فالمدح يحتاج إلى الأسلوب الفخم والقصائد الرسمية الكاملة، التي يحتفل الشاعر لتشكيلها وصياغتها، والفخر يقرب من ذلك، أما الغزل والوصف، فإنهما يحتاجان إلى القصائد الرقيقة، التي يذهب فيها الشعراء كل مذهب، لكن شعراء المديح النبوي لم يتقيدوا بمثل هذا الربط بين الشكل والمضمون، فحفلت قصائدهم بالأشكال الشعرية المختلفة التي عرفها الشعر العربي.
وسنتعرض في هذا الفصل لشكل القصيدة الذي عرف في شعر المديح النبوي، والذي تدرج ما بين القصائد الكاملة التي يحرص الشاعر فيها على المقدمة المعروفة، والانتقال المعهود، والخاتمة التي يوضح فيها الشاعر غرضه من المديح، وما بين المقطوعات القصيرة التي يعبّر فيها الشاعر عن موقف محدد من الممدوح، وكذلك الأمر بين القصائد والأراجيز، إلى جانب الأشكال الشعرية الآخرى التي انتشرت في العصر المملوكي، مثل الموشح والمسمطات وغير ذلك من التصرف بالقصائد والإضافة إليها، والقيود المسبقة التي وضعها الشعراء لأنفسهم قبل نظم قصائدهم، كأن يحدد عدد أبياتها مسبقا، أو يتقيد في بداية كل بيت بحرف القافية، إلى جانب المعارضة التي اشتدت في هذا العصر، وخاصة في المديح النبوي.