المديح النبوي، بل حاولوا أن يتسعوا في مصادر معانيهم، فاقتنصوا المعنى من هنا وهناك، وبالقدر الذي أسعفتهم به ثقافتهم وموهبتهم.
إن مضمون المدحة النبوية هو كل ما يتعلق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسبب، فإذا تجاوزنا المقدمات المتنوعة للمدائح النبوية، وجدنا القيم التقليدية التي مدح بها الشعراء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جريا على سنة المدح العربي، والتي أضحت ذات خصوصية متميزة حين مدح بها النبي الكريم.
ومدح الشعراء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مدحا دينيا، وهو المضمون الأساس للمدحة النبوية، فعبروا عن حبهم له وتعلقهم به، وعددوا فضائله، وتحدثوا عن أثره في أمته والبشرية والكون، ومكانته السامية عند ربه، مجسدة بالحقيقة المحمدية، وتغنوا بشمائله وخصائصه، وأشاروا إلى مواطن العظمة في سيرته، وعددوا معجزاته، وتوسلوا به وتشفعوا ليفّرج الله تعالى كروبهم، ويغفر ذنوبهم.
واتسعوا في مضمون المدحة النبوية، فتحدثوا عن آثار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المادية الباقية، وأظهروا تقديسهم لها، وأشادوا باله وصحابته الكرام، وعكسوا همومهم وآمالهم وأوضاع عصرهم.