فشعراء المديح النبوي جميعا ذكروا صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآله في قصائدهم، لأنهم لا يستطيعون أن يذكروا سيرته العطرة دون أن يذكروا مكان الصحابة والآل فيها، ولا يستطيعون أن يشيدوا بجهاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصبره ومصابرته في رفع كلمة الله، من غير أن يذكروا من كانوا معه في نشر الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية.
إلى جانب أن الصلاة على النبي، تجمع بينه وبين آله وصحابته الكرام، لذلك أضحى ذكر آل رسول الله وصحابته من مستلزمات المدحة النبوية، ومن مفردات مضمونها.
القسم الثالث- مواضيع أخرى:
لم يقتصر مدّاح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مدائحهم النبوية على ذكر ماله علاقة به من قريب أو بعيد، وإن كان هذا هو الموضوع الأساس للمدائح النبوية، إلا أنهم أدرجوا في المدائح النبوية ما يعتمل في نفوسهم من مشاعر وأفكار، وما ينعكس على صفحة هذه النفوس من حوادث ومظاهر، وجدت أمام الشاعر، وانفعل بها فتسربت إلى قصائده النبوية، وبذلك حوت المدائح النبوية إشارات كثيرة إلى حياة شعرائها وعصرهم.
وقد ظهر لنا فيما سبق كيف جسّد الشعراء عواطفهم الدينية، وميولهم في العقيدة أثناء مدحهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكيف تضافرت أسباب مختلفة، دفعتهم إلى مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلم تبق قصائد المديح النبوي قصائد مناجاة دينية فحسب، بل أصبحت قصائد حياة لهؤلاء الشعراء، ولمن يسمعونها ويتذاكرونها.
وأقرب المواضيع إلى المديح النبوي في المدحة النبوية، هو الحديث عن الحج ومشاعر المسلمين أثناء تأدية مشاعره.