للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع ذلك لم ينس الدكتور علي أبو زيد في دراسته القيامة عن البديعيات أن يعدد فوائد البديعيات وآثارها في الثقافة العربية آنذاك، فذكر منها:

تعميم البلاغة ونشرها بين الناس، لأن المدائح كانت أكثر فنون الشعر انتشارا آنذاك.

ترسيخ أسس البديع، وتأكيد انفصاله عن علم البيان والمعاني.

العودة بالبديع إلى المدرسة الأدبية، وطريقة العرب البلغاء، التي تعتمد الشاهد، وإظهار مواطن الجمال فيه، والابتعاد عن الفلسفة والمنطق.

استنباط أنواع جديدة من البديع «١» .

القسم الثالث- التأليف:

لم يكتف المشتغلون بالمدائح النبوية بنظمها أو تخصيص الدواوين المستقلة لها، أو الزيادة عليها، فإن كثيرا من المهتمين بفن المدح النبوي لم يؤتوا الموهبة الشعرية، ولم تكن لديهم المقدرة على النظم، وكانت لديهم رغبة شديدة في المشاركة بهذا الفن الجميل الجليل، وحرصوا على ألّا يفوتهم ما تعود به المدائح النبوية على أصحابها، من شهرة ومكانة، ومن أمل بالمغفرة والثواب، وتحصيل الراحة والطمأنينة، لذلك عمد هؤلاء إلى شرح المدائح النبوية، وإظهار مقاصدها، وإيضاح المستغلق منها، وتوجيه المبهم، ليساعدوا بذلك من التبست عليهم بعض معاني المدح النبوي ومقاصده، واستغلقت بعض ألفاظه، وأبهمت أوجه الصنعة الفنية فيه.

وقد كثرت هذه الشروح كثرة مفرطة، وتناولت قصائد بعينها، تأتي في مقدمتها لامية كعب بن زهير وبردة البوصيري، إضافة إلى أن بعض الشعراء شرحوا قصائدهم


(١) أبو زيد، علي: البديعيات في الأدب العربي ص ٢٥١.

<<  <   >  >>