للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسلم ما رواه بسنده في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب، ومنه قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون بن موسى، إلا أنه لا نبي بعدي» «١» .

وأورد حديثا آخر نصه هو: «دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي» «٢» .

وهذا الحديث هو الذي يدعونه حديث العباء، ويقولون إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحاطهم بعباءته، فسموا أهل العباء. وورد في الصحيح أيضا خطبة غدير خم، وفيها يقول الرسول الكريم: «أنا تارك فيكم ثقلين: أو لهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ... وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي» «٣» .

وجاء في مسند الإمام أحمد بعض الأحاديث التي تقترب من هذه الأحاديث، منها قول أحدهم «سمعت عليا وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله يوم غدير خم، وهو يقول ما قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله وهو يقول، من كنت مولاه، فعلي مولاه ... » وعقّب المحقق على هذا الحديث بقوله: «إسناده ضعيف» «٤» .

وجاء في المسند أيضا حديث عن علي يقول فيه: «والله إنه مما عهد إليّ رسول الله أنه لا يبغضني إلا منافق، ولا يحبني إلا مؤمن» «٥» .

وما يوردونه حول وصية رسول الله لعلي لا نجد لها في كتب الصحاح ما يؤيده، فقد جاء في صحيح مسلم، كتاب الوصية، الحديث التالي: ذكروا عند عائشة أن عليا كان


(١) صحيح مسلم: ص ١٨٧٠.
(٢) المصدر نفسه: ص ١٨٧١.
(٣) صحيح مسلم: ص ١٨٧٣.
(٤) مسند الإمام أحمد: ٢/ ٥٧.
(٥) المصدر نفسه: ٢/ ٥٧.

<<  <   >  >>