للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذلك ما اختار النّبيّ لنفسه ... عليّا وصيّا، وهو لا بنته بعل

وصيّره دون الأنام أخا له ... وصنوا، وفيهم من له دونه فضل

وشاهد عقل المرء حسن اختياره ... فما حال من يختاره الله والرّسل «١»

وقد يشتد في مدحه، فيمدحه مثلما يمدح الأنبياء، ولولا أنه ذكر سابقا أن عليّا يأتي بعد الرسول صلّى الله عليه وسلّم لظننا أنه يمدح النبي في قصيدته التي جارى فيها المدائح النبوية والتي قال فيها:

جمعت في صفاتك الأضداد ... فلهذا عزّت لك الأنداد

زاهد، حاكم، عليم، شجاع ... ناسك، فاتك، فقير، جواد

شيم، ما جمعن في بشر قطّ ... ولا حاز مثّلهن العباد

فلهذا تعمّقت فيك أقوام ... بأقوالهم، فزانوا وزادوا

وغلت في صفات فضلك (ياسين) ... و (صاد) وآل سين وصاد

ظهرت منك للورى معجزات ... فأقرّت بفضلك الحسّاد

جلّ معناك أن يحيط به الشّع ... ر وتحصي صفاته النّقاد

ذاك مدح الإله فيكم فإن فه ... ت بمدح فذاك قول معاد «٢»

وأوضح شاعر من القرن التاسع أسباب تعلق الناس بال البيت، فذهب إلى أن حبهم فرض من الله وأن الصلاة عليهم إتمام للصلاة، فقال:

يا أهل بيت رسول الله حبّكم ... فرض من الله في القرآن أنزله


(١) ديوان صفي الدين الحلي: ص ٨٩.
(٢) المصدر نفسه: ص ٨٨.

<<  <   >  >>