للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتبين لها مقدمة من خاتمة، وكأنها نشيد من أناشيد مجالس الذكر، أو هي كذلك، فهي تبدأ بقوله:

محمّد أشرف الأعراب والعجم ... محمد خير من يمشي على قدم

محمد باسط المعروف جامعه ... محمد صاحب الإحسان والكرم

محمد ذكره روح لأنفسنا ... محمد شكره فرض على الأمم «١»

وقد اشتهر البرعي بمثل هذه التوسلات والصلوات، فكان يضمّنها مدائحه النبوية، ويكثر منها، ويخصص لها قصائد خاصة، منها هذه الوسيلة التي يقول فيها:

يا صاحب القبر المنير بيثرب ... يا منتهى أملي وغاية مطلبي

يا من به في النّائبات توسّلي ... وإليه من كلّ الحوادث مهربي

يا غوث من في الخافقين وغيثهم ... وربيعهم في كلّ عام مجدب «٢»

وله كذلك قصيدة جيدة في الصلاة على النبي، أبدع في معانيها، وأحسن صياغتها، فحازت على إعجاب المنشدين على مر العصور، إذ لحنت في عصرنا الحاضر، ولا نزال نسمعها بين الحين والآخر، وهي:

يا ربّ صلّ على النّبيّ المجتبى ... ما غرّدت في الأيك ساجعة الرّبا

يا ربّ صلّ على النبي وآله ... ما أمّت الزوار نحوك يثربا

يا ربّ صلّ على النّبيّ وآله ... ما كوكب في الجوّ قابل كوكبا

صلوا على المختار فهو شفيعكم ... في يوم يبعث كلّ طفل أشيبا «٣»


(١) ديوان البوصيري: ص ٢٧٤.
(٢) ديوان البرعي: ص ٦٠.
(٣) المصدر نفسه: ص ٦٢.

<<  <   >  >>