للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال في أحدها، جوابا على سؤال حول ما أراد بما كتب: ما أردت إلا تعظيم جانب النبي صلّى الله عليه وسلّم وامتثال أمره، أنه لا يعطى فوق حقه، فسجن وعزل من وظائفه» «١» .

وقد وجد أصحاب المذاهب الإسلامية في المدائح النبوية مناسبة لعرض آرائهم والجدل حولها، مثل رد ابن الزملكاني على من ينكر على شعراء المدح النبوي التوسل برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والاستغاثة به، في قوله:

يا صاحب الجاه عند الله خالقه ... ما ردّ جاهك إلّا كلّ أفّاك

أنت الوجيه على رغم العدا أبدا ... أنت الشّفيع لفتّاك ونسّاك

يا فرقة الزّيغ لا لقيت صالحة ... ولا سقى الله يوما قلب مرضاك

ولا حظيت بجاه المصطفى أبدا ... ومن أعانك في الدّنيا ووالاك «٢»

وأكثر الصرصري من الإشارة إلى البدع التي كانت تحصل في أيامه، في مدائحه النبوية، فلا توجد مناسبة أفضل لعرض الآراء الدينية، والرد على ما يخالف رأي الشاعر من قصائد المدح النبوي، فهو يقول في إحدى نبوياته:

أشكو إلى الله العظيم فتنة ... ظلماء كاللّيل إذا اللّيل سجا

أبرأ من كلّ هوى وفتنة ... إليك يا من بهداه يقتدى

وأحمد الله إليك أنّني ... أومن بالله الذي شاد العلا «٣»

لكن الشاعر لم يصرح بحقيقة هذه الفتنة التي يتبرأ منها ومن كل هوى، ويحمد الله على إيمانه، بيد أنه أشار إلى بعض ظواهر الخروج على الشريعة في قوله:


(١) ابن حجر: إنباء الغمر ص ٣٠٤.
(٢) ابن شاكر: فوات الوفيات ٤/ ١٠.
(٣) المجموعة النبهانية ١/ ٢٩٢.

<<  <   >  >>