وأخذ البوصيري ينتخب الأحداث البارزة في سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقارن بينها وبين حوادث جرت قبل الهجرة، يتخلل ذلك عرض لبعض المعجزات، وتعقيبات له عليها، ثم بدأ في الإشادة بصفات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وشمائله الكريمة، فقال:
فتنزّه في ذاته ومعاني ... هـ استماعا إن عزّ منها اجتلاء
واملأ السّمع من محاسن يملي ... ها عليك الإنشاد والإنشاء
كلّ وصف له ابتدأت به استو ... عب أخبار الفضل منه ابتداء
وخصص جزآ من قصيدته لذكر معجزات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإبراز عظمته وفضائله، قال فيه:
ورمى بالحصى فأقصد جيشا ... ما العصا عنده وما الإلقاء
ودعا للأنام إذ دهمتهم ... سنة من محولها شهباء
فاستهلّت بالغيث سبعة أيا ... م عليهم سحابة وطفاء
جعلت مسجدا له الأرض فاهتز ... ز به للصّلاة فيها حراء
وأطال الحديث عن معجزة القرآن، فقال:
أولم يكفهم من الله ذكر ... فيه للنّاس رحمة وشفاء
أعجز الإنس آية منه والجن ... ن، فهلا يأتي بها البلغاء
كلّ يوم تهدي إلى سامعيه ... معجزات من لفظه القرّاء
ولم ينس البوصيري أن يجادل أهل الكتاب في مذاهبهم، ويرد انتقاصهم للإسلام ونبيه، فقال: