للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما مدح به خلفاء بني العباس في انتسابهم للرسول الأمين لبس بردته، كما قال علي بن المنجم «١» في المعتز:

بدا لابسا برد النّبيّ محمّد ... بأحسن ممّا أقبل البدر طالعا

سميّ النّبيّ وابن وارثه الذي ... به استشفعوا أكرم بذلك شافعا «٢»

ولم يقتصر الفخر بالانتساب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على بني العباس، وهم قد أكّدوا هذه المسألة لدواعي سياسية لا تخفى على أحد بل شاركهم بذلك العلويون، وهم أول من أوضح هذا الانتساب وقالوا به، وأقاموا مطالبهم السياسية، ومذهبهم الديني على قرابتهم من الرسول الكريم، وهم أول من افتخر بذلك، وتابعوا فخرهم هذا في كل العصور، فهذا أحد الطالبيين يفخر على غيره من الهاشميين بقوله:

هل كان يرتحل البراق أبوكم ... أو كان جبريل عليه ينزل

أم من يقول الله إذ يختاره ... للوحي قم يا أيّها المتزمّل

يبدا المؤذّن في الآذان بذكره ... من بعد ذكر الله ثمّ يهلّل «٣»

وديوان الشريف الرضي «٤» حافل بمثل هذا الفخر بالانتساب إلى النبي الأمين وآل بيته الكرام، فهو يقول:


(١) ابن المنجم: علي بن هارون بن علي بن يحيى، راوية للشعر من ندماء الخلفاء، له عدة كتب منها (الرد على الخليل في العروض) توفي سنة (٣٥٢ هـ) . الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ١٢/ ١١٩.
(٢) الحموي، ياقوت: معجم الأدباء ١٥/ ١٧٣.
(٣) المرزباني: معجم الشعراء ص ١٣٩.
(٤) الشريف الرضي: محمد بن الحسين بن موسى الحسيني، أشعر الطالبين، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده، له ديوان شعر. ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب ٣/ ١٨٢.

<<  <   >  >>