للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبان لنا الله نهج السّبيل ... ببعثته وأرانا الغيوبا «١»

فمهيار مدح النبي الأمين وفضّله على العالمين، وأنكر أن يكون له شبيه في الفضائل التقليدية، وزاد على ذلك بالإشارة إلى أثره في البشرية، وهدايتها إلى سواء السبيل، وهذه الهداية هي التي أكدها أبو العلاء المعري حين ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مادحا، فقال:

دعاكم إلى خير الأمور محمّد ... وليس العوالي في القنا كالسّوافل

حداكم تعظيم من خلق الضّحى ... وشهب الدّجى من طالعات وآفل

وألزمكم ما ليس يعجز حمله ... أخا الضّعف من فرض له ونوافل

وحثّ على تطهير جسم وملبس ... وعاقب في قذف النّساء الغوافل

وحرّم خمرا خلت ألباب شربها ... من الطيش ألباب النّعام الجوافل

فصلّى عليه الله ماذرّ شارق ... وما فتّ مسكا ذكره في المحافل «٢»

وإذا زاد المعري الصلاة على النبي في قطعته هذه، فإن ابن الدهان أظهر رغبته في السعي لزيارة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مهما كانت الصعاب. زيادة على تأكيده معنى الهداية في قوله:

أيا خير مبعوث إلى خير أمّة ... نصحت وبلّغت الرّسالة والوحيّا

فلو كان في الإمكان سعي بمقلتي ... إليك رسول الله أفنيتها سعيا «٣»


(١) ديوان مهيار الديلمي: ١/ ص ١٣.
(٢) المعري: اللزوميات ص ١٩٢.
(٣) الحموي، ياقوت: معجم الأدباء ٧/ ٤١.

<<  <   >  >>