للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو عبيدة نرصد عيرا لقريش فأصابنا جوع شديد، حتّى أكلنا الخبط، فسمّى جيش الخبط، وألقى البحر حوتا يقال له: العنبر، فأكلنا نصف شهر، وادّهنّا بودكه، حتّى صلحت أجسامنا. قال: فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه، فنصبه، فمرّ الرّاكب تحته، وكان فينا رجل، فلمّا اشتدّ الجوع نحر ثلاث جزائر، ثمّ ثلاث جزائر، ثمّ نهاه أبو عبيدة) «١» .

[٢٠٩] عن ابن عباس- رضى الله عنهما- أن النبى صلّى الله عليه وسلم قال:

«علماء هذه الأمة رجلان: رجل اتاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه طعما، ولم يشتر به ثمنا قليلا، فلذلك يصلّى عليه طير السماء، وحيتان الماء، ودوابّ الأرض، والكرام الكاتبون، يقدم على الله سيدا شريفا حتى يرافق المرسلين. ورجل اتاه الله علما فى الدنيا فضن به على عباد الله وأخذ عليه طعما، واشترى به ثمنا قليلا، فذاك يأتى يوم القيامة ملجما، بلجام من نار، وينادى مناد على رؤس الأشهاد:

هذا فلان بن فلان اتاه الله علما فى الدنيا فضن به على عباد الله، وأخذ عليه طعما، واشترى به ثمنا قليلا، ثم يعذّب حتى يفرغ من الحساب» «٢» .

[٢١٠] عن أنس رضى الله عنه قال: «بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم المدينة، فأتاه فقال: إنى سائلك عن ثلاث لا يعلمهنّ إلّا نبى، ما أوّل أشراط السّاعة؟ وما أوّل طعام يأكله أهل الجنّة؟ ومن أىّ شىء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أى شىء ينزع إلى أخواله؟ فقال رسول


(١) حديث صحيح.. رواه البخارى فى صحيحه، كتاب الجهاد (١٢٤) ، وأحمد فى المسند (٣/ ٣٠٣) .
(٢) حديث ضعيف.. رواه الطبرانى فى الأوسط، كما فى المجمع (١/ ١٢٤) وفيه عبد الله بن خراش، ضعيف.

<<  <   >  >>