للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحيوانات الاخرى، وقد تهاجم الحيوانات المجروحة، أو الصغيرة التى لا تقوى على الفرار، وقيل: إنها مولعة بنبش القبور لشهوتها للحوم بنى ادم «١» . ويمكنها أيضا أن تفترس الادمى إذا نام، بأن تأتيه من وجهه، فتحفر الأرض حتى يميل رأسه ويبرز حلقه فتهجم عليه بأنيابها.

وأنثى الضبع تتميز بأنها أضخم جسما من الذكر، ويعتبر «الضبع المنقط» أضخم أفراد عائلة الضباع، ويسمونه أيضا: الضبع الضاحك، لما يصدره من صوت يشبه ضحك الإنسان، وهو فى الواقع خليط من عواء حبيس ونقيق..

وللضبع جلد سيّئ لا يصلح للدباغة أو للصناعة، ولذا قال الشاعر «٢» :

يا ليت لى نعلين من جلد الضبع ... وشركا من استها لا تنقطع

كل الحذاء يحتذى الحافى الوقع «٣»

قال الجاحظ: وهذا يدل على أن جلدها جلد سوء.

والضبع توصف بالعرج، وليست بعرجاء، وإنما يخيل للناظر إليها ذلك..

وأنشد الشاعر:

القوم أمثال السباع فانشمر ... فمنهم الذئب ومنهم النمر

والضبع العرجاء والليث الهصر «٤»

[(ج) الأحكام الفقهية:]

قال الخطابى: اختلف الناس فى أكل الضبع، فروى عن سعد بن أبى وقاص أنه كان يأكل الضبع، وروى عن ابن عباس إباحة لحم الضبع، وأباح أكلها عطاء والشافعى وأحمد وإسحاق وأبو ثور، وكرهه الثورى وأصحاب الرأى ومالك، وروى ذلك عن سعيد بن المسيب «٥» .


(١) ذكره صاحبا عون المعبود (١٠/ ٢٧٤) ، وتحفة الأحوذى (٥/ ٤٩٨) .
(٢) هو أبو المقدام جساس بن قطيب.
(٣) انظر: الحيوان للجاحظ (٦/ ٤٤٦) ، والأمثال لأبى عبيد القاسم بن سلّام (٢٢٣) ، والوقع: الذى يمشى فى الوقع- بالتحريك- وهى الحجارة، ومعناه: أن الحاجة تحمل صاحبها على التعلق بكل شىء قدر عليه، حتى لو كان عديم الفائدة مثل جلد الضبع.
(٤) انظر: الحيوان للجاحظ (٦/ ٤٤٨) . والهصر: الشديد الغمز.
(٥) انظر عون المعبود (١٠/ ٢٧٥) ، وتحفة الأحوذى (٥/ ٥٠٠) .

<<  <   >  >>