للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لدغت رسول الله صلّى الله عليه وسلم عقرب فى إبهامه من رجله اليسرى فقال: «علىّ بذاك الأبيض الّذى يكون فى العجين» ؛ فجئنا بملح، فوضعه صلّى الله عليه وسلم فى كفه، ثم لعق منه ثلاث لعقات، ثم وضع بقيته على اللدغة فسكنت عنه «١» .

[٢٩١] وروى ابن أبى شيبة عن جابر بن عبد الله أن النبىّ صلّى الله عليه وسلم خطب الناس وهو عاصب أصبعه من لدغة العقرب فقال: «إنكم تقولون: لا عدوى، ولا تزالون تقاتلون عدوّا حتّى تقاتلوا يأجوج ومأجوج عراض الوجوه، صغار العيون، صهب الشعاف من كل حدب ينسلون، وكأن وجوههم المجانّ المطرقة» «٢» .

[تفصيل القول فى قتل الحيات]

مما سبق نجد أن فى بعض الأحاديث نهى عن قتل الحيات إلا بعد إنذارها..

وفى بعضها الاخر أمر يقتلها، وفى تفصيل ذلك يقول الإمام النووى رحمه الله:

قال المازرى: لا تقتل حيات مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلا بإنذارها، كما جاء فى هذه الأحاديث.. فإن أنذرها ولم تنصرف قتلها.. أما حيات غير المدينة فى جميع الأرض والبيوت والدور فيندب قتلها من غير إنذار لعموم الأحاديث الصحيحة فى الأمر بقتلها.

ففى هذه الأحاديث: اقتلوا الحيات.. وفى الحديث الاخر: خمس يقتلهن فى الحل والحرم، منها الحية، ولم يذكر إنذارا.. وفى حديث الحية الخارجة بمنى أنه صلّى الله عليه وسلم أمر بقتلها، ولم يذكر إنذارا، ولا نقل أنهم أنذورها.

قالوا: فأخذ بهذه الأحاديث استحباب قتل الحيات مطلقا، وخصت المدينة بالإنذار للحديث الوارد فيها، وسببه صرح به فى الحديث، أنه أسلم طائفة من الجن بها ا. هـ.


(١) ورد هذا الحديث فى «عوارف المعارف» (٥/ ١٧٦) بدون سند، لذا فلم أستطيع الحكم عليه.
(٢) حديث صحيح.. أخرجه ابن أبى شيبة (١٢/ ٥٠٤) . والشعاف: أى: صهب الشعور، والصهبة: حمرة يعلوها سواد.

<<  <   >  >>