للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٣٢] عن أبى موسى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إنّى لأعرف أصوات رفقة الأشعريّين بالقران حين يدخلون بالّليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقران بالّليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنّهار، ومنهم حكيم إذا لقى الخيل- أو قال العدوّ- قال لهم: إنّ أصحابى يأمرونكم أن تنظروهم» «١» .

[٢٣٣] عن أبى هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: «السّلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنّا- إن شاء الله- بكم لاحقون وددت أنّا قد رأينا إخواننا. قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابى وإخواننا الذين لم يأتوا بعد.. فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمّتك يا رسول الله؟ فقال: أرأيت لو أنّ رجلا له خيل غرّ محجّلة بين ظهرى خيل دهم بهم «٢» ، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غرّا محجّلين من الوضوء، وأنا فرطهم «٣» على الحوض ألا ليذادنّ رجال عن حوضى كما يذاد البعير الضّالّ أناديهم:

ألا هلمّ. فيقال: إنهم قد بدّلوا بعدك! فأقول: سحقا سحقا!» «٤» .

[٢٣٤] عن جابر بن سمرة قال: «خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: «ما لى أراكم رافعى أيديكم كأنّها أذناب خيل شمس «٥» ؟! اسكنوا فى الصّلاة. قال: ثمّ خرج علينا فرانا حلقا فقال: ما لى أراكم


(١) حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب فضائل الصحابة- باب من فضائل الأشعريين (٧/ ١٧١) . وقوله: أن تنظروهم أى تنتظروهم ومنه قوله تعالى: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ (الحديد: ١٢) .
(٢) دهم بهم: أى سود لم يخالط لونهما لون اخر.
(٣) أى متقدمهم وسابقهم إلى الحوض.
(٤) حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الطهارة- باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل فى الوضوء (١/ ١٥٠- ١٥١) .
(٥) جمع شموس وهى التى لا تستقر بل تضرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها.

<<  <   >  >>