للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«من الداعى على هذا الكلب انفا؟» فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله. فقال: «ما قلت؟» . قال: قلت: اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، اكفنى هذا الكلب بما شئت» .

فقال النبى صلّى الله عليه وسلم: «لقد دعا باسمه الأعظم الذى إذا دعى به أجاب، وإذا سئل به أعطى» «١» «٢» [والحديث فى السنن الأربعة] .

[٦٠٢] عن على رضى الله عنه قال: كانت لى من رسول الله صلّى الله عليه وسلم منزلة لم تكن لأحد من الخلائق، إنّى كنت اتيه كل سحر فأسلم عليه حتى يتنحنح، وإنّى جئت ذات ليلة فسلمت عليه، فقلت: السلام عليك يا نبى الله، فقال: «على رسلك يا أبا حسن حتى أخرج إليك» ، فلما خرج إلىّ قلت: يا نبىّ الله، أغضبك أحد؟ قال: «لا» .. قلت: فما لك لا تكلمنى فيما مضى حتى كلمتنى الليلة؟ قال: «سمعت فى الحجرة حركة، فقلت: من هذا؟ فقال: أنا جبريل.. قلت: ادخل.

قال: لا، أخرج إلىّ، فلما خرجت قال: إن فى بيتك شيئا لا يدخله ملك ما دام فيه.. قلت: ما أعلمه يا جبريل، قال: اذهب فانظر، ففتحت البيت فلم أجد فيه شيئا غير جرو كلب كان يلعب به الحسن..

قلت: ما وجدت إلا جروا.. قال: إنها ثلاث لن يلج ملك ما دام فيها أبدا واحد منها: كلب أو جنابة، أو صورة روح» «٣» .

[٦٠٣] عن عائشة رضى الله عنها قالت: واعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم


(١) حديث صحيح.. بدون ذكر الكلب، وقد أخرجه أبو داود (١٤٩٥) ، والنسائى فى السهو- باب (٥٨) ، وأحمد (٣/ ١٥٨) ، وابن حبان (٢٣٨٢- موارد) .
(٢) وفى مسند الإمام أحمد، وكتابى الحاكم وابن حبان بغير قصة الكلب، وأفاد الطبرانى من حديث ابن عمر أن هذه الصلاة كانت صلاة العصر يوم الجمعة، وأن الرجل الداعى هو سعد بن أبى وقاص.
(٣) رواه الإمام أحمد فى مسنده ١/ ٨٥.

<<  <   >  >>