للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللهم إنى أسألك خيره وخير ما جبل عليه، وأعوذ بك من شره وشر ما جبل عليه، وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه، وليدع بالبركة وليقل مثل ذلك» «١» .

[١٠٣] قال ابن الأثير: خرج خلاد بن رافع وأخوه- رضى الله تعالى عنهما- إلى بدر على بعير أعجف، فلما انتهيا إلى قرب الروحاء برك البعير. قال: فقلنا: اللهمّ لك علينا إن انتهينا إلى بدر أن ننحره.

فرانا النبى صلّى الله عليه وسلم فقال: «ما بالكما؟» فأخبرناه فنزل النبى صلّى الله عليه وسلم، فتوضأ، ثم بزق فى وضوئه، ثم أمرها ففتحا فم البعير، فصبّ فى جوفه، ثم على رأسه، ثم على عنقه، ثم على غاربه، ثم على سنامه، ثم على عجزه، ثم على ذنبه. ثم قال النبى صلّى الله عليه وسلم: «اللهم احمل رفاعة وخلّادا» فقمنا نرحل، فأدركنا أول الركب، فلما انتهينا إلى بدر نحرناه، وتصدقنا بلحمه «٢» .

[١٠٤] روى أبو القاسم الطبرانى فى «كتاب الدعوات» عن زيد بن ثابت- رضى الله تعالى عنه- قال: غزونا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى إذا كنا فى مجمع طرق المدينة، فبصرنا بأعرابى اخذ بخطام بعير حتى وقف على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ونحن حوله، فقال: السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، فرد النبى صلّى الله عليه وسلم السلام، وقال: «كيف أصبحت؟» فجاء رجل كأنه حرسىّ فقال: يا رسول الله: هذا الأعرابى سرق بعيرى هنا، فرغا البعير وحنّ ساعة، فأنصت له النبى صلّى الله عليه وسلم يسمع رغاءه وحنينه!


(١) حديث صحيح.. أخرجه أبو داود (٢١٦٠) ، والنسائى فى اليوم والليلة (٢٤٠، ٢٦٣) ، وابن ماجه (١٩١٨، ٢٢٥٢) .
(٢) حديث ضعيف.. أخرجه أبو نعيم فى «معرفة الصحابة» ، وأبو موسى المدينى، وابن منده فى «الصحابة» كما فى «أسد الغابة» لابن الأثير (٢/ ١٤١) ، ومظان هذه الكتب الأحاديث الضعيفة، والله أعلم.

<<  <   >  >>