هذا كتاب «عيون الأخبار» أقدّمه للقارىء الكريم بحلّة جديدة بعد أن تجشّمت عناء مراجعته غير مرة. ألّفه ابن قتيبه ليكون تذكرة لأهل العلم وتبصرة لمغفل التأدّب ومستراحا للملوك من كدّ الجدّ والتعب وذلك حين تبيّن شمول النقص وشغل الخليفة العباسي عن إقامة سوق الأدب. يقول في مقدمة هذا الكتاب:«وإني تكلّفت لمغفل التأدّب من الكتّاب كتابا في المعرفة وفي تقويم اللسان واليد حين تبيّنت شمول النقص ودروس العلم وشغل السلطان عن إقامة سوق الأدب حتى عفا ودرس ... » وفي مقدمة كتابه «أدب الكاتب» أوضح أيضا حال الأدب المتردّية في عصره فقال: «فإني رأيت أكثر أهل زماننا هذا عن سبيل الأدب ناكبين «١» ، ومن اسمه متطيّرين «٢» ، ولأهله كارهين: أما الناشىء «٣» منهم فراغب عن التعليم، والشادي «٤» تارك للازدياد، والمتأدّب في عنفوان الشباب ناس أو متناس ... وصار العلم عارا على صاحبه، والفضل نقصا، وأموال الملوك وقفا على شهوات النفوس ... » ونحن نقول: كيف يجرؤ