قال بعض العمّال الأعرابيّ: ما أحسبك تدري كم تصلّي في كلّ يوم وليلة؛ فقال: أرأيت إن أنبأتك بذلك تجعل لي عليك مسألة؟ قال: نعم: قال الأعرابيّ: [رجز]
إن الصّلاة أربع وأربع ... ثم ثلاث بعدهنّ أربع
ثم صلاة الفجر لا تضيّع
قال: قد صدقت، فسل؛ قال: كم فقار ظهرك؟ قال: لا أدري؛ قال:
أفتحكم بين الناس وأنت تجهل هذا من نفسك؟.
أخبرني رجل حضر مجلس محمد بن الجهم البرمكيّ أنه دخل عليه رجل يكتب في حوائج له؛ فقرأها ووعده قضاءها؛ فنهض وهو يدعو له وقال:
أبقاك الله وحفظك وأتمّ نعمته عليك؛ فقال له محمد بن الجهم: كتابي إليك وأنا في عافية.
[طبائع الإنسان]
حدّثني عبد الرحمن بن عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبّه أنه وجد في التّوراة: إنّي حين خلقت آدم ركّبت جسده من أربعة أشياء ثم جعلتها وراثة في ولده تنمي في أجسادهم وينمون عليها إلى يوم القيامة: رطب ويابس وسخن وبارد، وذلك لأني خلقته من تراب وماء ثم جعلت فيه نفسا وروحا، فيبوسة كلّ جسد من قبل التراب، ورطوبته من قبل الماء، وحرارته من قبل النفس، وبرودته من قبل الروح، ثم خلقت الجسد بعد هذا الخلق الأوّل أربعة أنواع من الخلق الآخر وهي معلاك الجسد بإذني وقوامه، لا يقوم