قيل لمدينيّ: ما عندك من آلة الحج؟ قال: التلبية. وقيل لآخر: ما عندك من آلة العصيدة «١» ؟ قال: الماء. وقيل لآخر: ما عندك من آلة القريس «٢» ؟ قال: الشتاء.
ذمّ الغنى ومدح الفقر
قال شريح: الجدة كنية البهل «٣» . وقال أكثم بن صيفيّ: ما يسرّني أني مكفيّ كلّ أمر الدنيا. قيل: وإن أسمنت وألبنت؟ قال: نعم، أكره عادة العجز. وكان يقال: عيب الغنى أنه يورث البله، وفضيلة الفقر أنه يورث الفكرة. وقال محمد بن حازم «٤» الباهليّ: [منسرح]
ما الفقر عار ولا الغنى شرف ... ولا سخاء في طاعة سرف
ما لك إلّا شيء تقدّمه ... وكلّ شيء أخّرته تلف
تركك مالا لوارث يته ... نّاه وتصلى بحرّه أسف
وقال ابن مناذر «٥» : [وافر]
رضينا قسمة الرحمن فينا ... لنا علم وللثّقفيّ مال
وما الثّقفيّ إن جادت كساه ... وراعك شخصه إلّا خيال
وقال أنس بن مالك: لمّا خرج مروان من المدينة مرّ بماله بذي خشب «٦»