وإنّ أولى البرايا أن تواسيه ... عند السرور لمن آساك في الحزن
إنّ الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا ... من كان يألفهم في المنزل الخشن «١»
وانشد ابن الأعرابيّ:[من الطويل]
فإن آثرت بالودّ أهل بلادها ... على نازح من أهلها لا ألومها «٢»
فلا يستوي من لا ترى غير لمّة ... ومن هو ثاو عندها لا يريمها «٣»
وقال رجل لبعض السلطان: أحقّ الناس بالإحسان من أحسن الله إليه، وأولاهم بالإنصاف من بسطت القدرة بين يديه؛ فاستدم ما أوتيت من النعم بتأدية ما عليك من الحق.
قال المستهلّ بن الكميت لبني العباس:[من الطويل]
إذا نحن خفنا في زمان عدوّكم ... وخفناكم إنّ البلاء لراكد «٤»
[مداراة الناس وحسن الخلق والجوار]
قال حدّثنا الحسين بن الحسن قال حدّثنا عبد الله بن المبارك عن وهيب قال: جاء رجل إلى وهب بن منبّه «٥» فقال: إنّ الناس قد وقعوا فيما وقعوا فيه، وقد حدّثت نفسي ألّا أخالطهم؛ فقال له وهب: لا تفعل، فإنه لا بدّ للناس منك ولا بدّ لك منهم؛ لهم إليك حوائج، ولك إليهم حوائج، ولكن كن فيهم أصمّ سميعا، وأعمى بصيرا، وسكوتا نطوقا.