البعيد وبرّ القريب، وليسارع اليها الموفّق ويبادر اليها العاقل اللّبيب. وفلان من قد عرفتموه، في نسب لم تجهلوه؛ خطب إليكم فلانة فتاتكم، وقد بذل لها من الصّداق كذا، فشفّعوا شافعنا، وأنكحوا خاطبنا، وقولوا خيرا تحمدوا عليه وتؤجروا؛ أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
وصايا الأولياء للنساء عند الهداء «١»
العتبيّ قال: حدّثنا إبراهيم العامريّ: زوّج عامر بن الظّرب «٢» ابنته من ابن أخيه، فلما أراد تحويلها قال لأمّها: مري ابنتك ألّا تنزل مفازة «٣» إلا ومعها ماء فإنه للأعلى جلاء وللأسفل نقاء؛ ولا تكثر مضاجعته، فإنه إذا ملّ البدن ملّ القلب؛ ولا تمنعه شهوته، فإن الحظوة في الموافقة. فلم تلبث إلا شهرا حتى جاءته مشجوجة «٤» ؛ فقال لابن أخيه: يا بنيّ ارفع عصاك عن بكرتك، فإن كانت نفرت من غير أن تنفّر فذلك الداء الذي ليس له دواء، وإن لم يكن بينكما وفاق، ففراق الخلع «٥» أحسن من الطلاق؛ ولن تترك مالك وأهلك. فردّ عليه صداقه وخلعها؛ فهو أوّل من خلع من العرب.
قال الفرافصة الكلبيّ لابنته «٦» حين جهّزها إلى عثمان رضي الله عنه: يا