التي رضيها فعلا وأنزلها وحيا سببا للمناسبة. وإن فلانا ذكر فلانة وبذل لها الصّداق كذا، وقد زوّجته إيّاها، وأوصيته بوصيّة الله لها. ثم قال للفتيان على رأسه: هاتوا نثاركم «١» ، فقلبت على رؤوسنا غرائر التّمر.
قال وقال شبّة بن عقّال: ما تمنّيت أنّ لي بقليل من كلامي كثيرا من كلام غيري إلا يوما واحدا، فإنّا خرجنا مع صاحب لنا نريد أن نزوّجه، فمررنا بأعرابيّ فأتبعنا، فتكلّم متكلّم القوم فجاء بخطبة فيها ذكر السموات والأرض والجبال؛ فلما فرغ قلنا: من يجيبه؟ قال الأعرابيّ: أنا، فجثا لركبته ثم أقبل على القوم فقال: والله ما أدري ما تحتاطك وتلصاقك «٢» منذ اليوم! ثم قال:
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد خير المرسلين. أمّا بعد، فقد توسّلت بحرمة، وذكرت حقّا، وعظّمت عظيما، فحبلك موصول، وفرضك مقبول؛ وقد زوّجناها إيّاك، وسلّمناها لك؛ هاتو خبيصكم «٣» .
قال ابن عائشة: زوّج سلم بن قتيبة ابنته من يعقوب بن الفضل، فقال:
الحمد لله، قد ملكت «٤» باسم الله.
حضر المأمون إملاكا وهو أمير، فسأله من حضر أن يخطب، فقال:
المحمود الله، والمصطفى رسول الله، وخير ما عمل به كتاب الله؛ قال الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ
«٥» . ولم يكن في المناحكة آية منزّلة ولا سنة متّبعة إلا ما جعل الله في ذلك من تآلف