أبو حاتم عن العتبيّ قال: إحتبست كتب معاوية حتى أرجف «١» أهل مصر بموته ثم ورد كتابه بسلامته، فصعد عتبة المنبر والكتاب في يده فقال:
يا أهل مصر، قال طالت معاتبتنا إياكم بأطراف الرّماح وظبات السيوف حتى صرنا شجي في لهواتكم «٢» ما تسيغنا حلوقكم، وأقذاء في أعينكم ما تطرف عليها جفونكم. فحين اشتدت عرى الحق عليكم عقدا، واسترخت عقد الباطل منكم حلّا، أرجفتم بالخليفة وأردتم توهين السلطان، وخضتم الحقّ إلى الباطل، وأقدم عهدكم به حديث! فاربحوا أنفسكم إذا خسرتم دينكم، فهذا كتاب أمير المؤمنين بالخبر السارّ عنه والعهد القريب منه. واعلموا أنّ سلطاننا على أبدانكم دون قلوبكم؛ فأصلحوا لنا ما ظهر، نكلكم إلى الله فيما بطن؛ وأظهروا خيرا وإن أسررتم شرّا؛ فإنكم حاصدون ما أنتم زارعون. وعلى الله نتوكّل وبه نستعين.
خطبة «٣» لعتبة أيضا
وبهذا الإسناد أنّ عتبة خطب أهل مصر حين هاجوا فقال.
يا أهل مصر، خفّ على ألسنتكم مدح الحق ولا تفعلونه، وذمّ الباطل وأنتم تأتونه، كالحمار يحمل أسفارا أثقله حملها ولم ينفعه علمها. وإني والله لا