ذلك الماء شيئا من عسل ثم أنقع فيه برّا يوما وليلة ثم ألقى ذلك البرّ للطير فإنها إذا التقطته تحيرّت وغشي عليها فلم تقدر على الطيران إلا أن تسقى لبنا خالطه سمن. قال: وإن عمد إلى طحين برّ غير منخول فعجن بخمر ثم طرح للطير والحجل فأكلن منه تحيرن. وإن جعل خمر في إناء وجعل فيه بنج فشربن منه غشي عليهنّ. قال: ومما يصاد به الكراكي وغيرها من الطير أن يوضع لهنّ في مواقعهن إناء فيه خمر وقد جعل فيه خربق «١» أسود وأنقع فيه شعير فإذا أكلن منه أخذهنّ الصائد كيف شاء.
قال غيره: ومما تصاد به العصافير بأسهل حيلة أن تؤخذ شبكة في صورة المحبرة اليهودية المنكوسة وتجعل في جوفها عصفور فتنقضّ عليه العصافير ويدخلن عليه وما دخل منها لم يقدر على الخروج فيصيد الرجل في اليوم الواحد مائتين وهو وادع. قال: ويصاد طير الماء بالقرعة وذلك أن تؤخذ قرعة يابسة صحيحة فيرمى بها في الماء فإنها تتحرّك فإذا أبصرها الطير تتحرّك فزع فإذا كثر ذلك عليه أنس حتى لربما سقط عليها، ثم تؤخذ قرعة فيقطع رأسها ويخرق فيها موضع عينين ثم يدخل الصائد رأسه فيها ويدخل الماء فيمشي إليها مشيا رويدا فكلّما دنا من طائر أدخل يده في الماء فقبض على رجليه ثم غمسه في الماء ثم دقّ جناحه وخلّاه فبقي طافيا فوق الماء يسبح برجله ولا يطيق الطيران، وسائر الطير لا يمكن انغماسه فإذا فرغ من صيد ما يريد رمى بالقرعة ثم يلتقطها ويحملها.
[الحشرات]
حدّثني يزيد بن عمرو قال: حدّثنا عبد الله بن الربيع قال: أخبرنا هشام