للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطبة «١» يزيد بن الوليد بعد قتله الوليد

حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، والله ما خرجت أشرا ولا بطرا «٢» ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة في الملك، وما بي إطراء نفسي، وإني لظلوم لها إن لم يرحمني الله، ولكن خرجت غضبا لله ودينه، داعيا إلى الله وإلى سنّة نبيّه، لمّا هدمت معالم الهدى، وأطفىء نور أهل التقوى، وظهر الجبّار «٣» العنيد، المستحلّ لكل حرمة، والراكب لكل بدعة، الكافر بيوم الحساب، وإنه لابن عمّي في النّسب وكفيئي «٤» في الحسب؛ فلمّا رأيت ذلك استخرت الله في أمره وسألته ألّا يكلني إلى نفسي، ودعوت إلى ذلك من أجابني من أهل ولايتي، حتى أراح الله منه العباد، وطهرّ منه البلاد، بحوله وقوّته لا بحولي وقوّتي.

أيها الناس، إنّ لكم عليّ ألّا أضع حجرا على حجر، ولا لبنة على لبنة، ولا أكري «٥» نهرا، ولا أكنز مالا، ولا أعطيه زوجا ولا ولدا، ولا أنقله من بلد إلى بلد حتى أسدّ فقر ذلك البلد وخصاصة «٦» أهله، فإن فضل فضل نقلته إلى البلد الذي يليه. ولا أجمّركم «٧» في بعوثكم فأفتنكم وأفتن أهليكم، ولا أغلق بابي دونكم فيأكل قويكّم ضعيفكم، ولا أحمل على أهل جزيتكم ما أجليهم به عن

<<  <  ج: ص:  >  >>