للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطبة لداود بن عليّ أيضا

لما قام أبو العبّاس في أوّل خلافته على المنبر قام بوجه كورقة المصحف فاستحيا فلم يتكلّم؛ فنهض داود بن عليّ حتّى صعد المنبر، فقال المنصور: فقلت في شيخنا وكبيرنا ويدعو إلى نفسه فلا يختلف عليه اثنان، فانتضيت سيفي وغطّيت ثوبي وقلت: إن فعل ناجزته؛ فلما رقي عتبا استقبل الناس بوجهه دون أبي العباس، ثم قال: أيها الناس، إن أمير المؤمنين يكره أن يتقدّم قوله فعله، ولأثر الفعال عليكم أجدى من تشقيق «١» المقال، وحسبكم بكتاب الله ممتثلا فيكم، وابن عمّ رسول الله خليفة عليكم. والله قسما برّا لا أريد إلّا الله به ما قام هذا المقام أحد بعد رسول الله أحقّ به من عليّ بن أبي طالب وأمير المؤمنين هذا، فليظنّ ظانّكم وليهمس هامسكم. قال أبو جعفر:

ثم نزل وشمت «٢» سيفي.

خطبة «٣» لأعرابيّ

أمّا بعد، فإن الدنيا دار بلاء والآخرة دار بقاء، فخذوا أيها الناس لمقرّكم من ممرّكم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم، ففي الدنيا أحييتم ولغيرها خلقتم. أقول قولي هذا. والمستغفر الله، والمدعوّ له الخليفة ثم الأمير جعفر بن سليمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>