أخبرنا بعض أشياخ البصرة أنّ رجلا وامرأته اختصما إلى أمير من أمراء العراق، وكانت المرأة حسنة المنتقب «١» قبيحة المسفر «٢» ، وكان لها لسان، فكأنّ العامل مال معها، فقال: يعمد أحدكم إلى المرأة الكريمة فيتزوّجها ثم يسيء إليها؛ فأهوى الزوج فألقى النّقاب عن وجهها، فقال العامل: عليك اللعنة، كلام مظلوم ووجه ظالم.
قال أبو زياد الكلابيّ «٣» : قدم رجل منّا البصرة فتزوّج امرأة، فلمّا دخل بها وأرخيت السّتور وأغلقت الأبواب عليه، ضجر الأعرابيّ وطالت ليلته، حتى إذا أصبح وأراد الخروج منع من ذلك وقيل له: لا ينبغي لك أن تخرج إلا بعد سبعة أيام؛ فقال:[طويل]
أقول وقد شدّوا عليها حجابها ... ألا حبّذا الأرواح والبلد القفر
ألا حبّذا سيفي ورحلي ونمرقى ... ولا حبّذا منها الوشاحان والشّذر «٤»
أتوني بها قبل المحاق بليلة ... فكان محاقا كلّه ذلك الشهر «٥»