التأويلات؛ وينبغي لك ألّا ترجع إلا إلى لغة لا اختلاف في تأويل ألفاظها؛ ولو شاء الله أن ينزل كتبه ويجعل كلام أنبيائه وورثة رسله لا يحتاج إلى تفسير لفعل، ولكنّا لم نر شيئا من الدّين والدّنيا دفع إلينا على الكفاية، ولو كان الأمر كذلك لسقطت البلوى والمحنة، وذهبت المسابقة والمنافسة ولم يكن تفاضل، وليس على هذا بنى الله الدنيا. قال المرتدّ: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن المسيح عبد، وأنّ محمدا صادق، وانك أمير المؤمنين حقّا.
[الإعراب واللحن]
حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: سمعت مولى لآل عمر بن الخطّاب يقول: أخذ عبد الملك بن مروان رجلا كان يرى رأي الخوارج رأي شبيب «١» ، فقال له: ألست القائل: [طويل]
ومنّا سويد والبطين وقعنب «٢» ... ومنّا أمير المؤمنين شبيب
فقال: إنما قلت: «ومنا أمير المؤمنين شبيب» بالنصب، أي يا أمير المؤمنين فأمر بتخلية سبيله.
حدّثني عبد الله بن حيّان قال: كتب رفيع «٣» بن سلمة المعروف بدماذ إلى أبي عثمان النّحويّ: [متقارب]
تفكّرت في النحو حتى مللت ... وأتعبت نفسي به والبدن
وأتعبت بكرا «٤» وأصحابه ... بطول المسائل في كلّ فنّ