بلادهم وأقطع به نسلهم. ولكم عليّ إدرار العطاء في كل سنة والرزق في كل شهر، حتى يستوي بكم الحال فيكون أفضلكم كأدناكم. فإن أنا وفيت لكم فعليكم السمع والطاعة وحسن المؤازرة والمكانفة «١» ، وإن لم أف لكم فلكم أن تخلعوني إلا أن تستتيبوني، فإن أنا تبت قبلتم مني، وإن عرفتم أحدا يقوم مقامي ممن يعرف بالصّلاح يعطيكم من نفسه مثل الذي أعطيتكم فأردتم أن تبايعوه، فأنا أوّل من بايعه ودخل في طاعته.
أيها الناس، إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
فلما بويع مروان نبشه وصلبه. وكانوا يقرؤون في الكتب: يا مبذّر الكنوز ويا سجّادا بالأسحار، كانت ولايتك لهم رحمة وعليهم حجّة، أخذوك فصلبوك.
خطبة «٢» أبي حمزة الخارجيّ
خطب أبو حمزة الخارجيّ بمكة فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بما هم أهله، ثم قال: وولي عثمان فسار ستّ سنين بسيرة صاحبيه وكان دونهما، ثم سار في الستّ الأواخر بما أحبط به الأوائل، ثم مضى لسبيله. وولي عليّ فلم يبلغ من الحقّ قصدا ولم يرفع له منارا، ثم مضى لسبيله، ثم ولي معاوية لعين رسول الله وابن لعينه، اتّخذ عباد الله خولا «٣» ، ومال الله دولا، ودينه دغلا، ثم مضى لسبيله، فالعنوه لعنه الله. ثم ولي يزيد بن معاوية، يزيد الخمور، ويزيد القرود، ويزيد الفهود، الفاسق في بطنه والمأبون