رؤوسكم وغضّوا أبصاركم، فإنّ أوّل مركب صعب، وإذا يسّر الله فتح قفل تيسّر.
ودعي رجل ليخطب في نكاح فحصر، فقال: لقّنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله؛ فقالت امرأة حضرت: ألهذا دعوناك! أماتك الله!.
قال عبيد الله بن زياد: نعم الشيء الإمارة لولا قعقعة البريد والتشرّف للخطب.
قيل لعبد الملك: عجّل عليك الشّيب؛ فقال: كيف لا يعجّل عليّ وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرّة أو مرتين.
وولي رجل من بني هاشم يعرف بالدّندان بحر اليمامة، فلمّا صعد المنبر أرتج عليه، فقال: حيّا الله هذه الوجوه وجعلني فداءها، إنّي قد أمرت طائفي بالليل ألّا يرى أحدا إلا أتاني به ولو كنت أنا إياه ثم نزل.
[المنابر]
قال بعض المفسّرين في قول الله جلّ وعزّ: وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ
«١» إنّه المنبر، وقال: الشاعر: [بسيط]
لنا المساجد نبنيها ونعمرها ... وفي المنابر قعدان لنا ذلل
فلا نقيل عليها حين نركبها ... ولا لهنّ لنا من معشر بدل
وقال الكميت يذكر بني أميّة:[طويل]
مصيب على الأعواد يوم ركوبه ... لما قال فيها، مخطىء حين ينزل
يشبّهها «٢» الأشباه وهي نصيبه ... له مشرب منها حرام ومأكل