فلما نظر إليه قال: ليس المال إلا ما أشرجت عليه المناطق. وروي عن المسيح أنّه قال: في المال ثلاث خصال، قالوا: وما هي يا روح الله: قال:
لا يكسبه من حلّه قالوا: فإن فعل قال: يمنعه من حقّه، قالوا: فإن لم يفعل، قال: يشغله إصلاحه عن عبادة ربه. قيل لابن عمر: توفّي زيد بن حارثة وترك مائة ألف درهم، قال: لكنها لا تتركه. وقال المعلوط «١» . [طويل]
ولا سوّد المال الدّنيّ ولا دنا ... لذاك ولكنّ الكريم يسود
متى ما ير الناس الغنيّ وجاره ... فقيرا يقولوا عاجز وجليد
وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى ... ولكن أحاظ قسّمت وجدود
فكم قد رأينا من غنيّ مذمّم ... وصعلوك قوم مات وهو حميد
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فمطلبها كهلا عليه شديد
وقال آخر:[منسرح]
ولا تهين «٢» الفقير علّك أن ... تركع يوما والدهر قد رفعه
الأخفش قال: قال المبرّد: أريد النون الخفيفة في ولا تهين فأسقط التنوين لسكونه وسكون اللام. وقال آخر:[طويل]
ولست بنظّار إلى جانب الغنى ... إذا كانت العلياء في جانب الفقر
وإنّي لصبّار على ما ينوبني ... لأنّي رأيت الله أثنى على الصبر
وقال أعرابيّ يمدح قوما:[طويل]
إذا افتقروا عضّوا على الصبر حسبة ... وإن أيسروا عادوا سراعا إلى الفقر
يقول: يعطون ما عندهم حتى يفتقروا. قال الحسن: عيّرت اليهود