قال عبد الملك لرجل: ما لي أراك واجما «١» لا تنطق؟ قال: أشكو إليك ثقل الشّرف؛ قال: أعينوه على حمله.
رأى زياد على مائدته رجلا قبيح الوجه كثير الأكل، فقال له: كم عيالك؟ قال: تسع بنات؛ قال: أين هنّ منك؟ قال: أنا أجمل منهنّ وهنّ آكل منّي؛ قال: ما أحسن ما تلطّفت في السؤال وفرض له وأعطاه.
وقفت عجوز على قيس بن سعد فقال: أشكو إليك قلّة الجرذان؛ قال:
ما أحسن هذه الكناية! املؤا بيتها خبزا ولحما وسمنا وتمرا.
وقال بعض القصّاص في قصصه: اللهم أقلّ صبياننا وأكثر جرذاننا.
كان سليمان بن عبد الملك يأخذ الوليّ بالوليّ والجار بالجار؛ فدخل عليه رجل وعلى رأسه وصيفة روقة «٢» ، فنظر إليها: فقال سليمان: أأعجبتك؟
قال: بارك الله لأمير المؤمنين فيها! قال: هات سبعة أمثال في الاست وخذها؛ فقال:«صرّ عليه الغزو استه»«٣» . قال: واحد. قال:«است البائن أعلم»«٤» ؛ قال اثنان. قال:«است لم تعوّد المجمر تحترق»«٥» ؛ قال: ثلاثة.