وفد رجل على سليمان بن عبد الملك في خلافته؛ فقال له: ما أقدمك؟ قال: ما أقدمني عليك رغبة؛ قال: وكيف ذاك؟ قال: أما الرّغبة فقد وصلت إلينا وفاضت في رحالنا وتناولها الأقصى والأدنى منّا، وأما الرّهبة فقد أمنّا بعدل أمير المؤمنين علينا وحسن سيرته فينا من الظلم، فنحن وفد الشكر.
وقال الفرزدق في عمرو بن عتبة:[بسيط]
لولا ابن عتبة عمرو والرّجاء له ... ما كانت البصرة الحمقاء لي وطنا
أعطاني المال حتى قلت يودعني ... أو قلت أودع لي مالا رآه لنا
يرمي بهمّته أقصى مسافتها ... ولا يريد على معروفه ثمنا
هذا مثل قول الأعرابيّ: ما زال فلان يعطيني حتى ظننت أنه يودعني ماله. وما ضاع مال أورث المحامد.
ويقال: خمسة أشياء ضائعة: سراج يوقد في شمس، ومطر جود في سبخة «١» ، وحسناء تزفّ إلى عنّين «٢» ، وطعام استجيد وقدّم إلى سكران، ومعروف صنع إلى من لا شكر له.
وكان يقال: الشكر زيادة في النّعم وأمان من الغير.
وقال أسماء بن خارجة «٣» : إذا قدمت المصيبة تركت التّعزية، وإذا قدم الإخاء قبح الثناء.
بعث روح بن حاتم «٤» إلى كاتب له بثلاثين ألف درهم، وكتب إليه: قد