للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رجل من مجلس خالد بن عبد الله القسريّ؛ فقال خالد: إني لأبغض هذا الرجل وما له إليّ ذنب، فقال رجل من القوم: أوله أيّها الأمير معروفا ففعل، فما لبث أن خفّ على قلبه وصار أحد جلسائه.

قال ابن عباس: لا يتمّ المعروف إلا بثلاث: تعجيله وتصغيره وستره، فإنه إذا عجّله هنّأه، وإذا صغّره عظّمه وإذا ستره تمّمه.

وقال الخريميّ في نحو هذا: [رمل]

زاد معروفك عندي عظما ... أنّه عندك محقور صغير

تتناساه كأن لم تأته ... وهو عند الناس مشهور كبير

وقال الطائيّ: [كامل]

جود مشيت به الضّراء تواضعا ... وعظمت عن ذكراه وهو عظيم «١»

أخفيته فخفيته وطويته ... فنشرته والشخص منه عميم «٢»

وكان يقال: ستر رجل ما أولى، ونشر رجل ما أولي.

وقال رجل لبنيه: إذا اتخذتم عند رجل يدا فانسوها. وقالوا: المنّة تهدم الصنيعة. قال الشاعر: [بسيط]

أفسدت بالمنّ ما أسديت من حسن ... ليس الكريم إذا أسدى بمنّان

قال رجل لابن شبرمة (٣) : فعلت بفلان كذا وفعلت به كذا؛ فقال: لا خير في المعروف إذا أحصي.

وفي بعض الحديث: كلّ معروف صدقة وما أنفق الرجل على أهله ونفسه وولده صدقة وما وقى «٣» المرء به عرضه فهو صدقة وكلّ نفقة «٤» أنفقها فعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>