وكتب أبو العيناء «١» إلى أبي القاسم بن عبيد الله بن سليمان رقعة يقول فيها: أنا- أعزّك الله- وولدي وعيالي زرع من زرعك، إن سقيته راع «٢» وزكا، وإن جفوته ذبل وذوى. وقد مسّني منك جفاء بعد برّ وإغفال بعد تعهّد، فشمت عدوّ، وتكلّم حاسد، ولعبت بي ظنون؛ وانتزاع العادة شديد. ثم كتب في آخرها:[رمل]
لا تهنّي بعد إكرامك لي ... فشديد عادة منتزعه
وقال آخر:[بسيط]
ما لي معاش سوى ضدّ المعاش فلا ... أغدو إلى عمل إلّا بلا أمل
وليس لي شغل يجدي عليّ إذا ... فكرت فيه وما أنفكّ من شغل
كلّ امرىء رائح غاد إلى عمل ... وما أروح ولا أغدو إلى عمل
ولست في الناس موجودا كبعضهم ... وإنّما أنا بعض الناس في المثل