للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عمرو بن العاص لمعاوية يوم تحكّم الحكمان: أكثروا الطعام، فو الله ما بطن «١» قوم قطّ إلا فقدوا بعض عقولهم، وما مضت عزمة رجل بات بطينا.

وكان يقال: أقلل طعاما تحمد مناما.

الأصمعيّ قال: كان يقال: ليس لشبعة خير من جوعة تحفزها «٢» .

دعا عبد الملك بن مروان إلى الغداء رجلا فقال: ما فيّ فضل؛ فقال عبد الملك: ما أقبح بالرجل أن يأكل حتى لا يبقى فيه فضل! فقال: يا أمير المؤمنين، عندي مستزاد، ولكن أكره أن أصير إلى الحال التي استقبحها أمير المؤمنين.

وقال لشيخ: ما أحسن أكلك؟ قال: عملي منذ ستين سنة.

وقال الحسن: إنّ ابن آدم أسير الجوع، صريع الشبع.

وسأل عبد الملك أبا الزعيرة فقال: هل اتّخمت قطّ؟ قال لا؛ قال:

وكيف ذاك؟ قال: لأنا إذا طبخنا أنضجنا، وإذا مضغنا دقّقنا، ولا نكظّ «٣» المعدة ولا نخليها.

وقال الأحنف: جنّبوا مجلسنا ذكر النساء والطعام، فإني أبغض الرجل أن يكون وصّافا لبطنه وفرجه، وإنّ من المروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>