كان طفيل العرائس الذي ينسب اليه الطّفيليّون يوصي أصحابه فيقول لأحدهم: إذا دخلت عرسا فلا تتلفّت تلفّت المريب، وتخيّر المجالس، وأجد ثيابك، واعمل على أنها العقدة التي تستغل «١» . وإن كان العرس كثير الزحام فمر وانه «٢» . ولا تنظر في عيون أهل المرأة ولا عيون أهل الرجل، فيظنّ هؤلاء أنك من هؤلاء وهؤلاء أنك من هؤلاء. وإن كان البوّاب غليظا وقاحا «٣» فابدأ به ومره وانهه من غير أن تعنّف عليه، وعليك بكلام بين النصيحة والإدلال.
عرض رجل على رقبة الغداء؛ فقال: إن أقسمت عليّ وإلّا فدعني.
ومن أشعار الطّفيليّين:[سريع]
دعوت نفسي حين لم تدعني ... فالحمد لي لا لك في الدّعوه
وقلت دا أحسن من موعد ... إخلافه يدعو إلى جفوه «٤»
وقال آخر:[طويل]
إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفن ... فأودى بما تقرى الضيوف الضّيافن «٥»
وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلّي:[بسيط]
نعم الصديق صديق لا يكلّفني ... ذبح الدّجاج ولا شيّ الفراريج
يرضى بلونين من كشك ومن عدس ... وإن تشهّى فزيتون بطسّوج «٦»
كان سعيد بن أسعد الأنصاري إمام الجامع بالبصرة طفيليّا، فإذا كانت وليمة سبق الناس إليها، فربما بسط معهم البسط وخدم. فقيل له في ذلك