وقال صاحب الفلاحة: من أراد أن يعذب له الماء الزّعاق «١» جعله في قدر جديدة من خزف وغطّى فاها بأسحال «٢» ثم أوقد تحتها حتى تغلي ويحصل فيها نصف ذلك الماء ثم صفّاه وتركه، فإنه يجده شروبا «٣» .
وقالوا: ماء دجلة يقطع شهوة الرجال ويذهب بصهيل الخيل ونشاطها، ومن لم يأكل الدسم عليه انحلّ عظمه ويبس جلده، وهو مع هذا أهضم للطعام من غيره من المياه وأسرعها بردا.
قال: والنّيل يستقبل الشّمال وينضب في وقت زيادة الأودية ويزيد في وقت نقصانها. وزيادة أوّله وآخره معها؛ ولا تكون التماسيح إلا فيه؛ قال الشاعر [بسيط]
أضمرت للنّيل هجرانا ومقلية ... إذ قيل لي إنّما التمساح في النيل «٤»
فمن رأى النيل رأيا العين من كثب ... فما أرى النيل إلا في البواقيل «٥»
والسّقنقور «٦» أيضا لا يخرج إلا منه.
وروى في الحديث عن الضحّاك بن مزاحم أنه قال قذف الفرات في