للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعض الأعراب: [طويل]

أقول لها لما أتتني تدلّني ... على امرأة موصوفة بجمال

أصبت لها والله بعلا كما اشتهت ... إن اغتفرت مني ثلاث خصال

فمنهنّ فسق لا يبارى وليده ... ورقّة إسلام وقلّة مال

وقال رجل لابن هبيرة: أنا ابن الذي خطب إلى معاوية؛ فقال ابن هبيرة: أفزوّجه؟ قال: لا؛ فقال: ما صنعت شيئا.

أبو الحسن المدائنيّ قال: خطب رجل من بني كلاب امرأة، فقالت له أمّها: حتى أسأل عنك، فانصرف فسأل عن أكرم الحيّ عليها، فدلّ على شيخ فيهم كان يحسن المحضر في الأمر يسأل عنه، فسأله أن يحسن عليه الثناء وانتسب له فعرفه؛ ثم إنّ العجوز شمّرت «١» فسألته عنه فقال: أنا ربّيته، قالت:

كيف لسانه؟ قال: مدره قومه وخطيبهم «٢» . قالت: كيف شجاعته؟ قال: حامي قومه وكهفهم. قالت: فكيف سماحته؟ قال: ثمال «٣» قومه وربيعهم «٤» . فأقبل الفتى فقال الشيخ: ما أحسن والله ما أقبل! ما انثنى ولا انحنى. فدنا الفتى فقال الشيخ: ما أحسن والله ما سلّم! ما جار ولا خار «٥» . ثم جلس، فقال: ما أحسن والله ما جلس! ما دنا ولا ثنى. فذهب الفتى ليتحرّك فضرط، فقال الشيخ: ما أحسن والله ما ضرط! ما أغنّها ولا أطنّها، ولا بربرها ولا فرفرها.

فنهض الفتى خجلا فقال: ما أحسن والله ما نهض! ما انفتل ولا انحزل «٦» .

<<  <  ج: ص:  >  >>